نشرت تحت تصنيف قصة_قصيرة، مقال، شعر

مؤتمر الترجمة وإشكالات المثقافة 3 تغطية

looks

مؤتمر الترجمة وإشكالات المثقافة 3

تغطية إقبال عبيد

عقد الأثنين 12/ ديسمبر المؤتمر الدولي للترجمة وإشكالات المثقافة في العاصمة الدوحة في فندق سانت ريجس في دورته الثالثة .افتتح الدكتور محمد الأحمري مدير منتدى العلاقات العربية والدولية بدء انطلاق محاور ومناقشات المؤتمر مؤكداً على أهمية إن لغتنا العربية هي عنوان هويتنا، وهي الرابطة بين الناطقين بالضاد، وهي أهم صلات الماضي بالحاضر والمستقبل فاللغة رابطة محبة و تفاهم و تطوير للمهتمين للترجمة من وإلى العربية ، فالترجمة يصفها كالنسيج والمترجم هو النساج فلكما أتقن نسيجه بأدواته سيصنع عمل ونسيج رائع متقن يبهر المتذوق والناظر ! ، لما كان المترجم متمكناً ويمتلك ناصية اللغة، كلما اقترب بترجمته وبنصه الجديد من الوضوح والجمال، والموضوعية وحسن المبنى والمعنى في نصه الجديد. ففي ظل هذا التنوع الثقافي الهائل والانفتاح الهائل خاصة مع وجود المحطات الفضائية ووسائل الاتصال التكنولوجية المعاصرة التي فاق أدائها وإنجازها ما يتصوره العقل يجب أن نتفوق على إيصال المعرفة المعلوماتية بالشكل المناسب ، فأننا نبتهج ونفرح  حين يدرك القارئ جوهر الترجمة وتفوقها أحياناً على النص الأصلي ما هو إلا ثقابة فكر وأدارك لجوهر اللغة والعالم فأن الترجمة رسالة والرسالة يلزمها رسل بين الأمم  لا مجال مطلقاً لحصر ذلك التأثير. ومما ساعد على سهولة نقل الثقافات والترجمة هو سهولة المواصلات ووسائل الاتصال .

ضرب مثلا لمترجم معاني القرآن الكريم يوسف علي هذا الذي ما ضره أن مات وعاش وحيداً فهو مخلد يذكره الذاكرون في كل حين فقد أتقن عمله تميز في المحافظة على أصالة اللغة وعمق المعنى . ثم ناقش نظريات الترجمة تلك التي لا تفقد من المعنى الأصلي حقه ولا تبعد كل البعد عن معناها الفعال في النص . فالتطابق التام والنقل ليس هو الهدف المنشود إنما الوصول إلى درجة مرضية من الكمال وأن كان عسيرا فواجب المترجم المغامرة في النص والخوض في تفاصيله حتى يترجم بحدود إطار اللغة المنقولة ، كلما كان المترجم متمكنا ومستوعبا ومتبحراً بلغته الأصلية التي يترجم إليها ومتفهما لأصول اللغة التي يترجم عنها ومتفهما لمفرداتها وظلال معاني مفرداتها ومبحراً في أجواء وبحور وعالم وفكر ولغة الكاتب الذي ينقل عنه فيعرف دقائق حياته وتجاربه، ويتأتى هذا من قراءة جل أعماله الأدبية والفكرية، كان مترجماً جيداً لهذا الكاتب أو ذاك فالدراسة المتأنية والدقيقة لأي كاتب تعرفنا به جيداً، فنفهم ما يفكر فيه ونعيش ما عاشه  وعايشه، فنكون خير ناقلين لخير أعماله الكثيرة . وأبدى الأحمري ضرورة مناقشة متابعة الترجمات الجديدة لما فيها من مصطلحات حديثة يمكن معالجتها وتناولها في أصول لغة المصدر ولغة الهدف . علي المترجم في كثير من الأحيان أن يسعى سعي حقيقي لقراءة تاريخ المصطلحات لمتابعة بنيته المعرفية الشاملة للربط في اللغة الهدف الأساسية وذلك لتوسيع مدارك وأفق المصطلحات وإشكاليات المترجمين .

img_3146-1

استضاف المؤتمر هذه السنة مترجمين اللغة الأسبانية منها وإليها وتناول المترجمين نصائحهم و صعوباتهم في تحويل الأسبانية إلى العربية .

(الجلسة الأولى)

أدارت الجلسة الدكتورة حنان الفياض ( تجارب مؤسسية في الترجمة العربية \ الإسلامية )

 

تناول في البداية السيد بيدرو فيلينا ر تجربة في البيت العربي في أسبانيا كونه السفير السابق في إيران ومن هنا بدأت رحلة العربية وتعلم اللغة ، ففي البيت العربي يقام العديد من الفعاليات الثقافية والتي تتناول القضايا المعاصرة في الشرق الأوسط مما تحمله من قضايا عربية، حيث يهتم البيت العربي بالترجمة ونقل المعرفة والثقافة العربية و تاريخ الأندلس ويفخر بيدرو حيث يتجاوز عدد الدارسين للغة العربية من السكان الأصليين إلى 500 طالب ومهتم في تعلمها .

 

ثم ناقش السيد خورخي ليروال استاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة آل ماريا الأسبانية ورئيس الجمعية الإسبانية للدراسات العربية رحلته في التبحر باللغة العربية وتجاربة العديدة في الإنتاج المعرفي الآدبي العربي والإسلامي في مؤسسته حيث ترجمت المؤسسة ما يقارب الأربعين كتابا وأكثر إلى العربية وذلك ساهم في أثراء الفكر الأوروبي والزيادة المعرفية للتاريخ المنطقة الأندلسية .

ثم بدأ لويس ميغيل حديثة عن مدرسة طليطلة للمترجمين والتي تساهم في ترجمة ونفل الأعمال العربية من وإلى الأسبانية  أمام مهمة البحث عن دور ديناميكي فعّال للّغة يوفّر الحماية للوعي القومي، ويصون الشخصية العربية المستقلة من آثار العولمة الشرسة،

img_3143-1

تحدث أخيراً الباحث  المترجم هاني سعدون عن تجربته في ترجمة الأدب الأسباني والذي شدد على ضرورة معرفة المترجم جوانب الترجمة الأولية للغة الأسبانية  ومن ثم الالتزام بمبادئ الترجمة الأساسية الثابتة عند كل لغة القراءة، ثم ترجمة أولية، ثم الشغل على أسلوب اللغة (التي نترجم إليها) وحل الإشكاليات اللغوية وإشكاليات المضمون، ثم توجيه أسئلة للمؤلف أن وجد ، وأخيراً إنجاز الترجمة بشكلها النهائي ، ثم أن الأسبانية تأخذ منحنى مغاير للترجمة يختلف عن البقية ولا يمكن نقل أسلوب لغة إلى أسلوب لغة، بل المفروض أن تحافظ اللغة الاسبانية  في الترجمة على أسلوبها ووضوحها ، وأن يقرأ القارئ الترجمة وكأنّها كتبت في الأصل بلغته، وهذا أقصى ما تصل إليه الترجمة فاللغة التي تأخذ وتعطي لغة قادرة على الحياة والخلود والتجدد . ومن خلال هذا الاطار الثقافي المشترك شدد هاني ضرورة دعم المترجمين والإصدارات المترجمة عربيا ودولياً .

 

جوائز الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي

فاز في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية بالمركز الأول السيد سلفادور بينيا مارتين عن ترجمة كتاب “ألف ليلة وليلة” من نشر دار فيربوم في مدريد، وفي فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية فاز بالمركز الأول السيد صالح علماني عن ترجمة رواية “عشر نساء” لمارثيلا سيرانو من نشر دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، وفي فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية فاز بالمركز الأول السيد مايكل كوبرسون عن ترجمة كتاب “مناقب أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل” لابن الجوزي، من نشر المكتبة العربية — دار نشر جامعة نيويورك.

أما في فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية فقد فاز بالمركز الأول السيد مراد تدغوت عن ترجمة كتاب “المرجع في علم المخطوط العربي” لآدم جاشيك من نشر معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، وفي جائزة الإنجاز فازت مؤسسة البيت العربي في إسبانيا، ومؤسسة بانيبال في المملكة المتحدة، ومؤسسة ابن طفيل للدراسات العربية في إسبانيا.

تابع هنا التوثيق والتغطية الكاملة للمؤتمر

 

رأي واحد على “مؤتمر الترجمة وإشكالات المثقافة 3 تغطية

  1. مقال ثري وغني بالتفاصيل المفيدة للمترجمين بالأخص الشباب منهم ومن يريد المضي قدما في هذا المجال السهل الممتنع، مودتي وتقديري للكاتبة على نقل هذه المعلومات المفيدة لنا.

    إعجاب

أضف تعليق